Halaman

Kamis, 09 Februari 2012

مختلف الحديث : "السكينة عند المشي إلى المسجد"


{ حديث : "السكينة عند المشي إلى المسجد" }
نص الحديث:
ما رواه البُخاري[1] ومُسلمٌ وأصحاب السُّنن عن أبي هُريرة - والّلفظ لمسلم - أنَّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال :" إذَا أُقِيْمَتِ الصَّلاةُ فَلا تَأْتُوهَا وَأنْتُم تَسْعُونَ وَأْتُوهَا تَمْشُونَ ،وَعَلَيْكُمُ السَّكِيْنَةُ ، فَمَاأدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا ، وَمَا فَاتَكُمْ فَأتِمُّوا".[2]
ويقابله قول الله تعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِيْن آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الجُمُعَةِ فَاسْعَوا إلى ذِكْرِ اللهِ ، ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إنْ كُنْتُم تَعْلَمُون }.[3]
وجه التعارض:
أن الحديث مخالف تماما لما جاءت عليه في النص الثاني . نلاحظ أن الآية تحث على السعي إلى الصلاة ، والحديث ينهى عن السعي إلى الصلاة وعلى هذا فإن اعترض معترض ، أو استشكل أمرؤٌ فعنده ما يستند إليه ، لأجوبة العلماء وكلامهم على الحديث والآية كما سنقرأ بعد:


قول العلماء في فهم الحديث:
ذكر النَّوويُّ في شرحه للحديث ما يُشعر بذلك فقال : (فيه النَّدب الأكيد إلى إتيان الصَّلاة بسكينةٍ ووقارٍ ، والنَّهي عن إتيانها سعياً سواءٌ فيه صلاة الجمعة وغيرها ، سواءٌ خاف فوت تكبيرة الإحرام أم لا ، والمراد بقول الله تعالى " فاسعوا إلى ذكر الله : الذَّهاب ، يقال : سعيت في كذا أو إلى كذا إذا ذهبت إليه وعملت فيه.)[4]
وذكر ابن كثيرٍ في تفسيره للآية أنَّ السَّعي هو الاهتمام فقال:[5] أي اقصدوا واعمدوا اهتموا في سيركم إليها ، وليس المراد بالسَّعيِّ ها هنا المشي السَّريع ، وإنَّما هو الاهتمام بها ، كقوله تعالى :{ وَمَنْ أرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَها وَهُوَ مُؤْمِنٌ}[6]
ومثل هذا التَّفسير مرويٌّ عن الشَّافعي- رحمه الله - حيث يقول:[7] ( ومعقولٌ أنَّ السَّعي في هذا الموضع العمل لا السَّعي على الأقدام ، قال تعال :{ إنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى }[8] قال :{ وَمَنْ أرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ }[9] قال :{ وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورَاً }[10] وقال: { وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأرْضِ لِيُفْسِدَ فِيْهَا }[11]
. ومما يؤيد هذا الفهم ، ما رواه البَيْهقي[12] : عن عبدالله بن الصَّامت قال : خرجت إلى المسجد يوم الجمعة ، فلقيت أباذرٍ - رضي الله عنه - فبينا أنا أمشي إذ سمعت النِّداء ، فرفعت في المشي لقول الله عز وجل : {إذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الجُمُعَةِ فَاسْعَوا إلى ذِكْرِ اللهِ } فجذبني جذبةً كدت أن أُلاقيه فقال : " أو لسنا في سعيٍ"؟ لذلك كان عمر بن الخطَّاب وابن مسعودٍ - رضي الله عنهما - يقرآنها : فامْضُوا إلى ذكر الله بدلاً من فاسعوا ،[13] وهو ما يؤيِّد ما قدَّمت من أجوبةٍ للعلماء ، وأفعالٍ للصَّحابة.
ولهذا لا اختلاف ولا تعارض بين ما أمر به الكتاب العزيز ، ونهت عنه السُّنَّة المُشرَّفة لأنَّ اتِّفاق الَّلفظيين ، لا يعني اتِّفاق المعنيين وهذا ما أكَّده وركَّز عليه ابن خُزَيمة حيث قال[14] : ( باب الأمر بالسَّكِينة في المشي إلى الجُمُعة ، والنَّهي عن السَّعي إليها والدَّليل على أنَّ الاسم الواحد يقع على فعلين يُؤمر بأحدهما ويُزْجر عن الآخر بالاسم الواحد ، فمن لا يفهم العلم ولا يُميِّز بين المعنيين قد يخطر بباله أنَّهما مختلفان ، قد أمر الله عزَّوجلَّ في نصِّ كتابه بالسَّعي إلى الجمعة في قوله :{ يَا أيُّهَا الّذِيْن آمَنُوا إذَا نُودِيَ لِلصَّلاِة مِنْ يَوْمِ الجُمُعَةِ فَاسْعَوا إلىذِكْرِاللهِ } والنَّبيُّ المصطفى- صلّى الله عليه وسلّم - قد نهى عن السَّعي إلى الصَّلاة فقال - صلّى الله عليه وسلّم :" إذَا أتيْتُم الصَّلاة فَعَلَيْكُم السَّكِينَةُ وَالوَقَارُ." وقال - صلّى الله عليه وسلّم -:" فَإِذَا أتَيْتم الصَّلاة فلا تَسْعُوا إليهَا وامْشُوا وَعَلَيْكُم السَّكِيْنَةُ. "[15]
فالله عزَّ وجلَّ أمر بالسَّعي إلى الجُمُعة ، والنَّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم قد نهى عن السَّعي إلى الصَّلاة. فالسَّعي الّذي أمر الله به إلى الجمعة هو المُضيُّ إليها ، غير السَّعي الَّذي زجر النَّبي صلّى الله عليه وسلّم في إثبات الصَّلاة ، لأنَّ السَّعي الَّذي زجر النَّبيُّ - صلّى الله عليه وسلّم هوالخَبب وشدَّة المشي إلى الصَّلاة الّذي هو ضدّ الوقار والسَّكينة ، فما أمر الله عزَّ وجل به غير ما زجر النَّبي صلّى الله عليه وسلّم عنه ، وإن كان الاسم الواحد يقع عليهما جميعا.
وكلُّ ما قدَّمته عن السعي والمراد بكلٍّ منهما في القرآن وفي الحديث تؤيِّده الُّلغة ويعضده فهم الُّلغويين ، حيث قال ابن منظورٍ:[16] السَّعي : عَدْوٌ دون الشَّدِّ ، سعى يسعى سعياً ، وفي الحديث : " إذا أقيمت الصَّلاة .... " ، فالسَّعي هنا العدْو ، سعى إذا عدا ، وسعى إذا مشى ، وسعى إذا عمل وسعى إذا قصد ، وإذا كان بمعنى المُضِيِّ عُدِّي بإلى ، وإذا كان بمعنى العمل عُدِّيَ بالَّلام ، والسَّعي : القصد ، وبذلك فُسِّر قوله تعالى : فاسعوا إلى ذكر الله ، وليس من السَّعي الّذي هو العَدْو.  
والله أعلم.


[1]  الصحيح ،الأذان /21 لا يسعى إلى الصلاة ، وليأت بالسكينة والوقار : 1/156.
[2]  الصحيح ،المساجد /28 باب استحباب إتيان الصلاة بوقار وسكينة : 1/420 رقم(602) ،وأخرجه كذلك :أبو داود ،الصلاة/ السعي إلى الصلاة :1/156 رقم (572) ،والتِّرمِذي ،أبواب الصلاة /244 باب ما جاء في المشي إلى المساجد:2/148-149 رقم(327) ،والنَّسائي ،الإقامة /السعي إلى الصلاة:2/114-115 ،وابن ماجه ،المساجد/ المشي في= = الصلاة :1/255رقم(775) والدَّارمي في "السنن" : 1/293-294 ،ومالك في "الموطأ" :1/58 ،وأحمد في "المسند" : 5/310 ،وابن خُزيمة في "الصحيح" :3/139
[3]  سورة الجمعة : 9.
[4]  شرح صحيح مسلم : 5/99.
[5]  تفسير القرآن العظيم : 4/365.
[6] سورة الإسراء : 19.
[7]  (6) أُنظر : البَيْهقي - السنن الكبرى : 3/227.
[8]  سورة الليل : 4.
[9]  الإسراء:19
[10] سورة الانسان : 22.
[11]  سورة البقرة : 205
[12] السنن الكبرى : 3/227.
[13]  انظر: ابن كثير - التفسير : 4/365 ، والقُرطبي - الجامع لأحكام القرآن : 18/103 ، دار إحياء التراث العربي - بيروت تحقيق : أحمد عبد العليم البردوني ، وقال القرطبي عقب ذلك : وهو تفسيرٌ منهم لا قراءة قرآنٍ منزلٍ ، وجائزٌ قراءة القرآن بالتَّفسير في معرض التَّفسير ،وما روي عن عمر بن الخطَّاب جاء بإسنادٍ صحيحٍ كما عند البَيْهقي : 3/227 أمَّا ما جاء عن ابن مسعود فهو منقطع كما قال القُرطبي .
[14]  انظر : الصحيح لابن خزيمة : 3/135.
[15]  رواه الإمام أحمد في المسند: 3/478، والبُخاري في "االتاريخ الكبير":4/73، والنَّسائي في "التفسير":2/496، رقم (669)، والطَّبراني في "المعجم الكبير":7/39-40 رقم (6319) وابن حَزْمٍ في "الفصل":4/130، تحقيق د. محمد إبراهيم نصر، و د. عبد الرحمن عميرة دار الجيل - بيروت، 1405هـ/1985 والحديث مرويٌّ من طريق عبد الله بن مسعود كذلك كما أخرجه أبو داود في "السنن" 4/230 رقم (4717) ، والبُخاري في التاريخ الكبير" :4/74 . وابن حبان في" الصحيح "كما في "الإحسان":16/521-522، في مسنده":2/119 ، ، والطَّبراني في "المعجم الكبير":10/93رقم (10059) ، والشَّاشِي في" مسنده":2/119 ، ورواه البَزَّار في "البحر الزَّخار": 5/42 ، تحقيق: د. محفوظ الرحمن زين الله،
[16]   هو جمال الدين أبو الفضل محمد بن المكرم الأنصاري الخزرجي الإفريقي ، أصله من مدينة قفصة في تونس ، نزل مصر وعرف باسم ابن منظور ، صاحب التأليف الكثيرة منها " لسان العرب " ، و " مختصر تاريخ دمشق " ، توفي سنة : (711 هـ /1311م )، انظر ترجمته .

Tidak ada komentar:

Posting Komentar