Selasa, 14 Februari 2012

أَبُو دَاوُدَ ومنهجه في سننه


جمع وترتيب:
محمد صريح الخالد
تحت إشراف:
فضيلة الدكتور شهاب الدين

اسمه, ونسبه, ونسبته, وكنيته
هو الإِمَامُ، شَيْخُ السُّنَّةِ، مُقَدَّمُ الحُفَّاظِ, أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بنُ الأَشْعَثِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ بَشِيْرِ بنِ شَدَّادٍ ابْنَ عَمْرِو بنِ عِمْرَانَ دَاوُدَ الأَزْدِيُّ، السِّجِسْتَانِيُّ.[1]
       هذا هو الذي ذكره ابن داسة وأبو عبيد الآجري— وهما من أكثر تلاميذه ملازمة ومعرفة به.[2] وقد اشتُهر الإمام بكنيته أكثر من شهرته باسمه, فلا يكاد يذكر إلا بكنيته.
       والإمام أبو داود عربيّ أزديّ من قبيلة الأزد, وهي من القبائل العربية الكبرى, هاجرت من اليمن وتفرقت في أنحاء الجزيرة العربية ومنها إلى البلدان الأخرى بعد الفتوحات الإسلامية.[3]
مولده, وبلده
       ولد رحمه الله سنة اثنتين ومئتين (202 هـ) [4], في سِجِستَان الإقليم ال
متاخم للهند أو بين خرسان وكرمان.[5]
رحلته العلمية
أكثر الإمام الرحلة في طلب الحديث حيث زار الكثير من المراكز العلمية المعروف في ذلك الزمن. وهو من المبكّرين في الرّحلات, حيث خرج في طلب العلم وعمره دون عشرين عاما.[6]
قال الخطّابي: أحد من رحل وطوّف وجمع وصنف وكتب عن الخراسانيين والشاميين والمصريين والجزريين.[7]
ومن البلدان التي سافر إليها أبو داود: خراسان, بلخ, والراي, وهِرَاة, والكوفة والبصرة, ومكة المكرمة, والمدينة المنورة, وبغداد, وطَرَسوس—أقام بها عشرين سنة—ودمشق, مصر, وحلب, وحَرَّان, وحِمْص, وغيرها.[8]
قال الحاكم أبو عبد الله: قد كتب أبو داود عن بعض علماء بلده سجستان وعن بعض علماء خراسان قبل خروجه إلى العراق.[9] ثم توجّه إلى البلاد العربية, فبدأ ببغداد ولم يطلْ فيها, بل غادرها في السنة نفسِها إلى البصرة وأطال فيها, ثم تابع الرّحلات ليعود بعدها إلى بلده.
شيوخه
كان من نتاج رحلات أبي داود الكثيرة أنه كتب عن مشاييخ كثيرين في بلدان شتىّ. وأما بنسبة عدد شيوخ أبي داود, فقال عنه الحافظ ابن حجر في (التهذيب): وشيوخه في (السنن) وغيرها نحوٌ ثلاثمائة نفس, لم يستوعبْ المؤلف.[10]
واستخرج الشيخ عبد الله بن صالح البراك من كتاب (المعجم المشتمل على ذكر أسماء شيوخ الأئمة النبل) للحافظ ابن عساكر, مقتصرا على شيوخ أبي داود في (السنن) فقط فوصل عددهم إلى (421).[11]
نذكر هنا من شيوخه المشهورين:  أحمد بن حنبل (ت241 هـ), يحيى بن معين (ت233 هـ), أبو بكر بن أبي شيبة (ت235 هـ), إسحاق بن راهويه (ت238 هـ), علي بن المديني الإمام (ت234 هـ), أبو عمرو الحوضي, أبو الوليد الطياليسي, عبد الله بن مسلمة القعنبي (ت221 هـ), موسى بن إسماعيل المنقري, هنّاد بن السري (ت243 هـ), سعيد بن منصور, قتيبة بن سعيد البغلاني (ت240 هـ), محمد بن بشار بندر (ت252 هـ). وقد شارك البخاري ومسلما في بعض شيوخه كأحمد بن حنبل وعثمان بن شيبة وقتيبة بن سعد.
لعل أكثرهم تأثيرا في حياة أبي داود هو الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله. فقد كان أبو داود يلازمه, يسأله عن كثير من الأمور في الحديث والفقه والجرح والتعديل وغيرها. وقد أفرد كتابا في مسائل الإمام أحمد كما سيأتي في ذكر مؤلفاته.[12]
تلاميذه:
نذكر هنا من تلاميذه المشهورين: الإمام الترمذي (ت279 هـ), النسائي (ت303 هـ), أبو عوانة يعقوب الإسفراييني (ت316 هـ), علي بن عبد الصمد (ت289 هـ), ابنه الإمام أبو بكر عبد الله (ت316 هـ), أبو بشر محمد بن أحمد الدولابي (ت320 هـ), وأبو علي أحمد بن عمرو اللؤلؤي (ت 333هـ), أبو بكر بن داسة, أبو سالم محمد بن سعبد الجلودي وغيرهم. بل سمع منه شيخه الإمام أحمد حديثا واحد عن العتيرة.
صفاته وأخلاقه:
وقد وصفه العلماء بالزهد والورع منهم أحمد بن محمد بن ياسين حيث قال: (كان أبو داود في أعلى درجات النسك والعفاف والصلاح والورع).[13]
وقال ابن حيان البستي: (كان أبو داود أحد أئمة الدنيا فقها وعلما وحفظا ونسكا وورعا واتقانا).[14]
وأبو داود مع ما عرف عنه من الزهد لم يتنكب سنن الفطرة ولم ينصرف عن نهج الحياة الذي دعانا إليه الشرع بل كان متوسعا في معيشته. وكان يملك دارا في بغداد واتخذ بعض الخدم ومنهم خادمه أبو بكر بن جابر وكان متزوجا وله أولاد.[15]
اتفق العلماء على الثناء على أبى داود، ووصفه بالحفظ التام، والعلم الوافر، والإتقان، والورع، والدين، والفهم الثاقب فى الحديث وغيره.[16]
ثناء الأئمة عليه:
قال أبو بكر الخلال: أبو داود الإمام المقدم في زمانه, رجل لم يسبقه إلى معرفته بتخريج العلوم وبصره بمواضعه أحدٌ في زمانه.[17]
وقال موسى بن هارون الحافظ: خُلِق أبو داود في الدنيا للحديث وفي الآخرة للجنة.
وقال أبو حاتم بن حبان: أبو داود أحد أئمة الدنيا فقها وعلما وحفظا ونسكا وورعا وإتقانا جمع وصنف وذب عن السنن.
وقال الحاكم أبو عبد الله: كان أبو داود إمام أهل الحديث فى عصره بلا مدافعة.[18]
وروينا عن إبراهيم الحربى، قال: لما صنف أبو داود هذا الكتاب، يعنى كتاب السنن، ألين لأبى داود الحديث كما ألين لدواد الحديد.[19]
روينا عن الحافظ أحمد بن محمد بن ياسين الهروى، قال: كان أبو داود أحد حفاظ الإسلام لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلمه وعلله وسنده فى أعلى درجة النسك والعفاف والورع، ومن فرسان الحديث.[20]
مؤلفاته:
من مصنفات ومؤلفات أبي داود: كتاب السنن المشهور, رسالته إلى أهل مكة في وصف سننه, المراسيل, مسائل الإمام أحمد, سؤالات أبي داود للإمام أحمد في الرجال, الرواة من الإخوة والأخوات, سؤالات أبو عبيد الآجري أبا داود في الجرح والتعديل, الزهد, الناسخ والمنسوخ, الرد على أهل القدر, البعث والنشور, دلائل النبوة, التفرد في الدين, فضائل الأنصار, المواقيت (وسماه المزي بمعرفة الأوقات), أعلام النبوة, الإيمان قول وعمل, المبتدأ, وغيره.[21]
وفاته:
عاش أبو داود ثلاثا وسبعين (73) سنة قضاها في طلب الحديث وجمعه وتدوينه ومعرفة علله ونقد رجاله. وبعد تلك الحياة الحافلة بجلائل الأعمال وافاه أجله فلقي ربه راضيا مرضيا, وذلك في يوم الجمعة الموافق للسادس عشر من شوال سنة 275 هـ[22]. وهكذا قاله الآجري في (تهذيب الكمال).
ودفن بالبصرة بجانب قبر سفيان الثوري.[23]
***

منهج أبي داود في سننه
قبل أن ندخل في بحث كتاب سنن أبي داود من المهم أن نعرف منهجه في أخذ الحديث. يعتبر أبو داود من المكثرين في روايتة الحديث وجمعه وكان يتشدد في أخذه فلا يكتب الحديث عن الهالكين والمتروكين أو الضعفاء الذين يتعمدون الزيادة أو النقصان في الحديث أو وصل المراسيل أو قلب الأسانيد ونحو ذلك.
       وكان أبو داود مع اعتماده على الحفظ في تلقى الحديث يجمع بين الحفظ والكتابة احتياطا وخوفا من الزلل والخطأ في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد كان من حرصه على جمع الحديث وكتابته أنه يكاتب الشيوج الذين يثق فيهم وتصعب الرحلة إليهم.
       وقد كان أبو داود يكتب الأحاديث الصحيحة والضعيفة من طرق كيثرة ثم ينظر فيها وينظر ما يصلح منها للشواهد والمتابعات ونحوها. ولايدون في كتبه منها إلا ما وافق عنايته وما يرتضيه, فيوردها في الباب إذا لم يجد في الباب غيرها, مثل أحاديث ابن لهيعة وموسى بن وردان و سلمة بن الفضل ونحوهم.
اسم الكتاب:
       اشتهر هذا الكتاب باسم السنن – أو سنن أبي داود مضافا إلى مؤلّفه -, ويبدو أن المؤلف نفسه سماه بهذا الاسم, ومما يستدل لذلك قوله: فإنكم سألتم أن أذكر لكم الأحاديث التي في كتاب السنن أهي أصح ما عرفت في الباب.[24]
ثناء العلماء للسنن:
       يعدّ سنن الإمام أبي داود من أمّهات دواوين السنة, وأحد الكتب الستّة المقدّمة عند العلماء, بل هو ثالث الأركان بعد الصحيحين على أن الخطابي قدمه على الصحيحين, وهذا التقديم يرجع إلى اختصاصه بأحاديث الأحكام.
       وقد أثنى أبو داود كتابه هذا حيث قال: ولا أعلم شيئا بعد القرآن ألزم للناس أن يتعلموا من هذا الكتاب, ولا يضر رجلا أن لا يكتب من العلم  ـ بعد ما يكتب هذه الكتب ـ شيئا.[25]
       وكذلك شيخه الإمام أحمد, فقد استجاد هذا الكتاب واستحسنه حينما عرضه تلميذه أبو داود.[26]
       روي عن أبى عبد الله محمد بن مخلد أنه قال: كان أبو داود يفى بمذاكرة ألف حديث، فلما صَنَّف كتاب السنن وقرأه على الناس صار كتابه لأصحاب الحديث كالمصحف يتبعونه ولا يخالفونه، وأقر له أهل زمانه بالحفظ والتقدم فيه.[27]
       قال الخطابى: وهذا كما قال لأن الله تعالى أنزل كتابه تبيانًا لكل شىء. وقال تعالى: {مَّا فَرَّطْنَا فِى الكِتَابِ مِن شَىْءٍ} [الأنعام: 38]، إلا أن البيان ضربان، بيان جلى تناوله القرآن نصًا، وبيان خفى تناوله القرآن ضمنًا، وكان تفصيل بيانه موكولاً إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -، وهو معنى قوله تعالى: {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 44]، فمن جمع الكتاب والسنة فقد استوفى نوعى البيان، وقد جمع أبو داود فى كتابه هذا من الحديث فى أصول العلم وأمهات السنن وأحكام الفقه ما لا نعلم متقدمًا سبقه إليه، ولا متأخرًا لحقه فيه.
وقال أيضا: واعلموا رحمكم الله أن كتاب السنن لأبى داود كتاب شريف، لم يُصَنَّف فى حكم الدين كتاب مثله، وقد رزق القبول من الناس كافة، فصار حَكمًا بين فرق العلماء، وطبقات الفقهاء على اختلاف مذاهبهم، وعليه معول أهل العراق ومصر والمغرب وكثير من أقطار الأرض، وكان تصنيف علماء الحديث قبل أبى داود الجوامع والمسانيد ونحوها، فيجمع تلك الكُتب مع السنن والأحكام أخبارًا وقصصًا ومواعظ وآدابًا، فأما السنن المحضة فلم يقصد أحد منهم جمعها واستيفاءها، ولم يقدر على تلخيصها واختصار مواضعها من أثناء تلك الأحاديث الطويلة كما حصل لأبى داود، ولهذا حل كتابه عند أئمة أهل الحديث وعلماء الأثر محل العجب، فضربت فيه أكباد الإبل، ودامت إليه الرحل.[28]
المحسن بن محمد إبراهيم الواذارى، قال: رأيت النبى صلى الله عليه وسلم فى المنام، فقال: من أراد أن يتمسك بالسنن فليقرأ كتاب أبى داود. ومناقب أبى داود وكُتبه كثيرة مشهورة، وفيما أشرت إليه كفاية.[29]
قال الحافظ زكريا الساجي (ت307هـ): كتاب الله أصل الإسلام, وكتاب أبي داود عهد الإسلام.[30]
وعدّه أبو حامد الغزالي (ت505هـ): كافيا للمجتهد في أحادبث الأحكام.[31]
وقال ابن الإعربي: لو أن رجلا لم يكن عنده من العلم إلا المصحف فيه كلام الله ثم هذا الكتاب لم يحتج معهما إلى شيئ من العلم البته.[32]
شروح لهذ الكتاب:
فقد اعتنى العلماء هذ الكتاب, فقد شرحوا هذا الكتاب, منها: معالم السنن للخطابي, الإيجاز في شرح سنن أبي داود للنووي, غاية المقصود في حل سنن أبي داود لشمس الحق آبادي, عون المعبود على سنن أبي داود, بذل المجهود في حل سنن أبي داود للشيخ خليل أحمد السهارنفوري, المنهل العذب المورود شرح سنن الإمام أبي داود وغيرها.
عدد الحديث:
وأما عدد الأحاديث في سنن أبي داود 4590 حديثا.
قال أبو بكر بن داسة: سمعت أبا داود يقول كتبت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم خمس مائة ألف حديث انتخبت منها ما ضمنته هذا الكتاب يعني كتاب السنن جمعت فيه اربعة آلاف وثمان مائة حديث ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه ويكفي الإنسان لدينه من ذلك أربعة أحاديث:
أحدها: قوله صلى الله عليه و سلم الأعمال بالنيات
والثاني: قوله من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه
والثالث: قوله لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يرضى لأخيه ما يرضى لنفسه
والرابع: قوله الحلال بينٌ والحرام بينٌ وبينَ ذلك أمور مشتبهات... الحديث.[33]
منهج الإمام في تراجم الأبواب
أولا: التراجم الظاهرة, وهي تدلّ على محتوى الباب بجلاء ووضوح, ولا تحتاج إلى إعمال الذهن والفكر كثيرا في فهم مدلولها. وهي أنواع[34]:
أ‌-   الترجمة بصيغة خبرية عامة تدل على المحتوى العام للباب, مثاله: باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم, و باب المسح على الخفين.
ب- الترجمة بصيغة خبرية خاصة بمسألة في الباب, مثاله: باب الوضوء بماء البحر, وباب الوضوء بالنبيذ.
ج- الترجمة ببيان الخكم الشرعي, مثاله: باب فرض الوضوء, و باب فرض الصلاة.
د- الترجمة بالإخبار عن بدء الحكم, مثاله: بدء الوحي , و بدء الأذان.
هـ- افتباس الترجمة من حديث الباب, وهذا الاقتباس قد يكون حرفيا أو قريبا من ذلك, مثاله: الماء لا يجنب.
و- وضع تراجم للمسائل الخلافية, مثاله: باب كرهية استقبال القبلة عند قضاء الحاجة, ثم بوّب: باب الرخصة في ذلك.
ز- تراجم لبيان النسخ في الحكم الشرعي, مثاله: باب ترك الوضوء مما مسّت النار.
ح- وضع تراجم لبيان مذاهب الفقهاء, مثاله: باب في المرأة تستحاض, ومن قال: تدع الصلاة في عدة الأيام التي كانت تحيض.
ط- الترجمة بآية قرآنية, منها في كتاب الجهاد, باب في قوله تعالى: ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة.
ي- التراجم الاستفهامية, مثاله: باب كيف يستاك؟
ثانيا, التراجم الاستنباطية: التي لا تدل على مدلول الأحاديث بظاهرها وتحتاج إلى إعمال الفكر فيها, وهي قليلة.
ثالثا, وهي التي تكون بلا عنوان, كأن يقول : باب ... , ولا يذكر ترجمةً معينةً.
مما سبق يتبين لنا أن الإمام أبا داود اعتمد أساسا في تراجمه على ما كان ظاهرا منها ليتناسب مع موضوع كتابه ونقله لمسائل الفقهاء, وأنه نوَّع في التراجم الظاهرة بأساليب كثيرة تدل على سعة أفق وكثرة إطلاق وحسن صياغة.[35]
محاولته استيعابَ أحاديث الأحكام
ذكر أبو داود في رسالته إلى أهل مكة أنه حاول استيعاب جميع أحاديث الأحكام , قال: وقد ألفته نسقا على ما وقع عندي فإن ذكر لك عن النبي صلى الله عليه و سلم سنه ليس مما خرجته فاعلم أنه حديث واه إلا أن يكون في كتابي من طريق آخر فإني لم أخرج الطرق لأنه يكبرعلى المتعلم.  ولا أعرف أحدا جمع على الاستقصاء غيري.[36]
هل استوعب أبو داود جميع أحاديث الأحكام؟
الرأي الأول: الموافقة بأبي داود في دعواه, منهم: أبو حامد الغزلي.
الرأي الثاني: الانعقاد في دعوا أبي داود, منهم: الإمام النووي, حيث قال: لا يصح التمثيل بسنن أبي داود, فإنه لم يستوعب الصحيح من أحاديث الأحكام ولا معظمه. بل معرفته ضرورية لمن له أدنى اطلاع. وكم في صحيح البخاري ومسلم من حديث حكمي ليس في سنن أبي داود. وأما ما في كتابي الترمذي والنسائي وغيرهما من الكتب المعتمدة فكثرته وشهرته غنية عن التصريح بها والله أعلم.[37]
الرأي الثالث: ذهبوا إلى أن أبا داود استوعب معظم أحاديث الأحكام, وليس جميعها, منهم: الإمام أبو زرعة و العراقي.
وقال الخطابي: جمع في كتابه من الحديث في أصول الحديث وأمهات السنن وأحكام الفقه ما نعلم متقدما سبقه إليه, ولا متأخرا لحقه فيه.[38]
وكذلك زجدنا أيضا قول الإمام في رسالته: ولم أكتب في الباب إلا حديثا أو حديثين وإن كان في الباب أحاديث صحاح فإنه يكثر وإنما أردت قرب منفعته.[39]
الاختصار في السنن:
حاول الإمام أن يجمع بين الاستيعاب والاختصار – لأحاديث الأحكام – وأنه لا يريد أن يطول حجم الكتاب. ومن مظاهر الاحتصار:
·      ما سيق ذكره من قلة الأحاديث في الباب الواحد.
·      أنه يعمد إلى الحديث الطويل فيختصره, كما في الحديث 186 : 186 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ - يَعْنِى ابْنَ بِلاَلٍ - عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَرَّ بِالسُّوقِ دَاخِلاً مِنْ بَعْضِ الْعَالِيَةِ وَالنَّاسُ كَنَفَتَيْهِ فَمَرَّ بِجَدْىٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ فَتَنَاوَلَهُ فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ ثُمَّ قَالَ « أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنَّ هَذَا لَهُ ». وَسَاقَ الْحَدِيثَ.
·      أنه يأتي بحديث, ثم يأتي بعد ذلك بسند آخر ويقول: بمعناه, كما في 34/72/252/263.
·      أنه إذا وجد روايتين في إحداهما زيادة, جاء بالأولى ثم أورد سند الثانية, وجاء بالزيادة, ولا يعيد ما سبق ذكره, و إنما يكتفي بقوله: وذكر الحديث, مثل الحديث رقم 111.
·      أنه إذا روى حديثا مختصرا, نقل قول الراوي باختصاره كما في (49), حيث قال بعد أن أورده: قال مسدد: فكان حديثا طويلا ولكني اختصرته.
شروط الإمام أبو داود في سننه:
       وضّحها الإمام في رسالته إلى أهل مكة. ومن شروطه:
1- ما أورده في سننه هي أصح ما عرفه في ذلك الباب.
2- رواية الأحاديث المشهورة المعروفة وترك الأحاديث الغريبة.
3- عدم الرواية عند المتروكين عنده.
4- إخراجه لأنواع الحديث المقبول.
5- إخراجه للحديث المرسل إذا لم يكن في الباب غيره: ليتناسب مع موضوع الكتاب.
6- التزامه ببيان ما كان فيه وهن شديد.
7- أن ما سكت عنه فهو صالح.
درجة الأحاديث في السنن:
       قسّم الذهبي الأحاديث في السنن – كما ذكره في السير – كما يلي:
1-          قِسمٍ مِنْ أَقسَامِ الصَّحِيْحِ، الَّذِي يَجِبُ العَمَلُ بِهِ عِنْدَ جُمْهُوْرِ العُلَمَاءِ، أَوِ الَّذِي يَرْغَبُ عَنْهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ البُخَارِيُّ، وَيُمَشِّيَهُ مُسْلِمٌ.
2-          ثُمَّ يَلِيْهِ: مَا أَخْرَجَهُ أَحَدُ الشَّيْخَيْنِ، وَرَغِبَ عَنْهُ الآخَرُ.
3-          ثُمَّ يَلِيْهِ: مَا رَغِبَا عَنْهُ، وَكَانَ إِسْنَادُهُ جَيِّداً، سَالِماً مِنْ عِلَةٍ وَشُذُوْذٍ.
4-          ثُمَّ يَلِيْهِ: مَا كَانَ إِسْنَادُهُ صَالِحاً، وَقَبِلَهُ العُلَمَاءُ لِمَجِيْئِهِ مِنْ وَجْهَيْنِ لَيِّنَيْن فَصَاعِداً.
5-          ثُمَّ يَلِيْهِ: مَا ضُعِّفَ إسنَادُهُ لِنَقْصِ حِفْظِ رَاوِيهِ، فَمِثْلُ هَذَا يُمَشِّيْهِ أَبُو دَاوُدَ، وَيَسْكُتُ عَنْهُ غَالِباً.
6-          ثُمَّ يَلِيْهِ: مَا كَانَ بَيِّنَ الضَّعْفِ مِنْ جِهَةِ رَاوِيْهِ، فَهَذَا لاَ يَسْكُتُ عَنْهُ، بَلْ يُوْهِنُهُ غَالِباً، وَقَدْ يَسْكُتُ عَنْهُ بِحَسْبِ شُهْرَتِهِ وَنَكَارَتِهِ، وَاللهُ أَعْلَمُ.[40]
لماذا أورد الإمام الحديث الضعيف في سننه؟
       ممكن أن يتسائل البعض عن سبب إخراج أبي داود عن مثل ذلك الضعفاء, ولماذا أخرج الأحاديث الضعيفة في سننه. وهذه هي الجواب:
1-                      لأن طريقته في التصنيف هي أن يجمع كل الأحاديث التي تتضمن أحكاماً فقهياً ذهب إلى القول بها عالم من العلماء.
2-                      لأنه يرى أن الحديث الضعيف إن لم يكن شديد الضعف فهو أقوى من رأي الرجال ومن القياس.
3-                      أما إذا كان الحديث شديد الضعف فإنما يورده لبيان ضعفه, وكأنه بذلك يرد على من استدل به.
درجة ما سكت عنه أبو داود:
       نجد في السنن ما سكت عنه أبو داود ولم يبين درجته. ذكر العلماء أن تلك الأحاديث ليست في درجة واحد, منها ما كان صحيحا بل في أعلى درجات الصحة, ومنها كان صحيحا أو حسنا. فمثل هذه الأحاديث فلا إشكال أنه لا يلتزمه التصريح بالتصحيح. إنما الإشكال فيما إذا كان المسكوت عنه ضعيفا. فالذي هو الجواب على هذا السؤال:
1-          لكونه غير شديد الضعف عنده.
2-          أو: لكونه لم يجد في الباب غيره.
3-          أو: لكونه له جابرا, وإن كنا لا نعلمه.
4-          وتارة يكون اكتفاء بما تقدم له من الكلام في ذلك الراوي في كتابه نفسه.
5-          وتارة يكون لذهول منه.
6-          وتارة لشدة وضوح ضعف ذلك الراوي, والتفاق الأئمة على طرح روايته.
7-          وتارة يكون من احتلاف الرواة عنه.
8-          وقد يتكلم أبو داود على الحديث بالتضعيف البالغ خارج السنن, ويسكت عنه فيها.
9-          قد يورد أبو داود الحديث ظناَّ منه أنه سليم من العلل, فلا يتبين له موضع العلة في الجديث.
الصناعة الحديثية المتعلقة بالإسناد
       تتميز أيو داود بالدقة في تمييز صيغ التحديث التي يستعملها شيوخه أو من فوقهم, ويبين ذلك بما لا يبقي مجالا للبس, منها:
       أولا: دقته في تمييز صيغة الأداء.
       ثانيا: التعريف بالرواة والتمييز بينهم, فالإمام يعرِّف بالراوي إذا لم يكن من المعروفين, وينسب ويميز إذا كان الراوي مظنة الالتباس بآخر أشهر منه.
       ثالثا: الحكم على الراوي توثيقا أو تجريحا, إذا لم يكن من المعروفين.
الصناعة الحديثية المتعلقة بالمتن
       أولا: دقته في تمييز ألفاظ متون الأحاديث.[41]
       ثانيا: ترتيب الأحاديث الناسخة والمنسوخة.
       ثالثا: بيان مذاهب بعض الفقهاء.
رابعا: بيان بعض الأحكام الفقهية.
خامسا: ذكر الفوائد الأصولية.
سادسا: بيان تفرد أهل الأمصار في رواية حديث ما.
سابعا: شرح غريب الكلمات وبيان المصطلحات.
ثامنا: التعريف بالأمكنة.
نقد العلماء لأبي داود:
       وقد انعقد ابن الجوزي ثمانية أحاديث من أحاديث السنن وأوردها في كتابه الموضوعات وحكم على بعضها بالوضع, وعلى بعض منها بأنه لا يصح, وعلى بعضها الآخر بأنه لا أصل له.
       والجواب: أنه قد تعقب في ذلك يعض العلماء منهم صلاح الدين العلائى والحافظ ابن حجر العسقلاني والسيوطي وغيرهم, فصححوا بعض هذه الأحاديث لورودها من طرق أخرى صحيحه أو حسنه. ومنها ما كان في إسناده ما يقتضى ضعف الحديث ولكن لا يتجه الحكم عليه بالوضع لأن الطريق الذي أخرجه منها أبو داود ليس فيها كذّاب ولا متهم الكذب.
       فأما الأحاديث الثلاثة فهي ضعيفة جدا ولكن يتجه الحكم عليها بالوضع, مثال حديث: (لا تقطعوا بالسكين فإنه من صنع الأعاجم) وقد قال أبو داود عنه: ليس بالقوي.
       ثانيا: أورد القزويني خمسة أحاديث أخرى المنعقدة على مصابيح السنة وزعم أنها من الموضوعة.
       الجواب: تعقب ابن حجر و الشيخ ناصر الدين الألباني وغيرهما. فيبدو أن ثلاثة منها في مرتبة الحديث الحسن , و أما الحديثين الآخرين فهما ضعيفان ولكن ضعفهما لا يبلغ حد الترك ومن الخطأ الفاحش الحكم عليها بالوضع.
       ثالثا: والحديث الآخر المنتقد على أبي داود فهو حديث اتخاذ الكاتب الذى أورده في كتاب الإمارة: (أن رجلا كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم وكان اسمه السجل).
       الجواب: تبين أنه ضعيف جدا وذلك لجهالة بعض رواته , كما أن أحدهم عرف بكثرة المناكير في حديثه.
       تتماًّ للبحث, فمن الحسن أن أذكر الأحاديث المنتقدة على أبي داود.
(1)         عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّ امْرَأَتِي لَا تَمْنَعُ يَدَ لَامِسٍ قَالَ غَرِّبْهَا قَالَ أَخَافُ أَنْ تَتْبَعَهَا نَفْسِي قَالَ فَاسْتَمْتِعْ بِهَا.[42]
(2)         عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَكُونُ قَوْمٌ يَخْضِبُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ بِالسَّوَادِ كَحَوَاصِلِ الْحَمَامِ لَا يَرِيحُونَ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ)).[43]
(3)         عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَا تَقْطَعُوا اللَّحْمَ بِالسِّكِّينِ فَإِنَّهُ مِنْ صَنِيعِ الْأَعَاجِمِ وَانْهَسُوهُ فَإِنَّهُ أَهْنَأُ وَأَمْرَأُ)). قَالَ أَبُو دَاوُد وَلَيْسَ هُوَ بِالْقَوِيِّ.[44]
(4)         عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لِلسَّائِلِ حَقٌّ وَإِنْ جَاءَ عَلَى فَرَسٍ)).[45]
(5)         حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّبَّاحِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا مُوسَى الْحَنَّاطُ لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا ذَكَرَهُ عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ يَا أَنَسُ إِنَّ النَّاسَ يُمَصِّرُونَ أَمْصَارًا وَإِنَّ مِصْرًا مِنْهَا يُقَالُ لَهُ الْبَصْرَةُ أَوْ الْبُصَيْرَةُ فَإِنْ أَنْتَ مَرَرْتَ بِهَا أَوْ دَخَلْتَهَا فَإِيَّاكَ وَسِبَاخَهَا وَكِلَاءَهَا وَسُوقَهَا وَبَابَ أُمَرَائِهَا وَعَلَيْكَ بِضَوَاحِيهَا فَإِنَّهُ يَكُونُ بِهَا خَسْفٌ وَقَذْفٌ وَرَجْفٌ وَقَوْمٌ يَبِيتُونَ يُصْبِحُونَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ.[46]
(6)         حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرَةَ بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَخْبَرَتْنِي عَمَّتِي كَبْشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرَةَ وَقَالَ غَيْرُ مُوسَى كَيِّسَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرَةَ أَنَّ أَبَاهَا كَانَ يَنْهَى أَهْلَهُ عَنْ الْحِجَامَةِ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ وَيَزْعُمُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ يَوْمُ الدَّمِ وَفِيهِ سَاعَةٌ لَا يَرْقَأُ.[47]
(7)         عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ سَعِّرْ فَقَالَ بَلْ أَدْعُو ثُمَّ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ سَعِّرْ فَقَالَ: ((بَلْ اللَّهُ يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَلْقَى اللَّهَ وَلَيْسَ لِأَحَدٍ عِنْدِي مَظْلَمَةٌ)).[48]
(8)         عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: (( يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّاهُ أَلَا أُعْطِيكَ أَلَا أَمْنَحُكَ أَلَا أَحْبُوكَ أَلَا أَفْعَلُ بِكَ عَشْرَ خِصَالٍ إِذَا أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ذَنْبَكَ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ قَدِيمَهُ وَحَدِيثَهُ خَطَأَهُ وَعَمْدَهُ صَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ سِرَّهُ وَعَلَانِيَتَهُ عَشْرَ خِصَالٍ أَنْ تُصَلِّيَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَسُورَةً فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ الْقِرَاءَةِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ وَأَنْتَ قَائِمٌ قُلْتَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً ثُمَّ تَرْكَعُ فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ رَاكِعٌ عَشْرًا ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنْ الرُّكُوعِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا ثُمَّ تَهْوِي سَاجِدًا فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ سَاجِدٌ عَشْرًا ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنْ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا ثُمَّ تَسْجُدُ فَتَقُولُهَا عَشْرًا ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ فَتَقُولُهَا عَشْرًا فَذَلِكَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ تَفْعَلُ ذَلِكَ فِي أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ إِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّيَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً فَافْعَلْ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي عُمُرِكَ مَرَّةً)).[49]
(9)         عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: (( السِّجِلُّ كَاتِبٌ كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ))[50]
(10)  عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَاهُ جَمِيعًا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الْمُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ وَالْفَاجِرُ خِبٌّ لَئِيمٌ ))[51]
(11)  عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ))[52]
(12)  عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا يَتْبَعُ حَمَامَةً فَقَالَ: ((شَيْطَانٌ يَتْبَعُ شَيْطَانَةً)).[53]
(13)  وغير ذلك.
هذا, آخر ما يسره الله سبحانه وتعالى في قراءة وكتابة  هذا البحث, وصلى الله تعالى على خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم أجمعين. والحمد لله رب العا لمين.
***





المراجع:
ابن حجرالعسقلاني, تهذيب التهذيب
أبو الحجاج المزي, تهذيب الكمال, مؤسسة الرسالة - بيروت
أبو داود, رسالة أبي داود إلى أهل مكة وغيرهم في وصف سننه
الآجري, سؤالات الآجري لأبي داود
البراك, الإمام أبو داود السجستاني وكتبه السنن
تاج الدين بن علي بن عبد الكافي السبكي, طبقات الشافعية الكبرى (2/296)
تغليق التعليق على السنن أبي داود
أبى زكريا محيي الدين بن شرف النووي, تهذيب الأسماء واللغات
الخطابي, معالم السنن
الخطيب البغدادي, تاريخ بغداد
الذهبي, سير أعلام النبلاء, مؤسسة الرسالة ط -1 /1983
السبكي, طبقات الشفعية الكبرى
أبي الطيّب محمد شمس الحق العظيم آبادي, غاية المقصود في حل سنن أبي داود, مكتبة دار الطحاوي.
الغزالي, المصتصفى
محمد محمدي بن محمد جميل النورستاني, المدخل إلى سنن أبي داود
معوض بن بلال العوفي, أبو داود السجستاني وأثره في علم الحديث (58)
من فوائد درس الشيخ عبد المحسن العباد في سنن أبي داود
النووي, روضة الطالبين وعمدة المفتين
الدكتور الطاهر الأزهر خديري, المدخل إلى جامع الترمذي
الدكتور نور الدين عتر, الإمام الترمذي والموازنة بين جامعه وبين الصحيحتين


[1] الذهبي, سير أعلام النبلاء (13/203), مؤسسة الرسالة ط -1 /1983, الخطيب البغدادي, تاريخ بغداد (9/56)
[2] الخطابي, معالم السنن (4/359) و النووي, تهذيب الأسماء و اللغات (2/224)
[3]  انظر:  المدخل إلى سنن أبي داود, للدكتور محمد محمدي بن محمد جميل النورستاني, ص 16
[4] الذهبي, سير أعلام النبلاء (13/203), مؤسسة الرسالة ط -1 /1983, غاية المقصود في حل سنن أبي داود (ج 1/ص 35) لأبي الطيّب محمد شمس الحق العظيم آبادي, مكتبة دار الطحاوي.
[5]  السبكي, طبقات الشفعية الكبرى (2 / 292)
[6]  الآجري, سؤالات الآجري لأبي داود (1/16)
[7]  الخطيب البغدادي, تاريخ بغداد (5/55)
[8]  النووي, تهذيب الأسماء واللغات (2/224), والذهبي , سير أعلام النبلاء (13/204-205)
[9] النووي, تهذيب الأسماء واللغات (2/225-226)
[10]  ابن حجر, تهذيب التهذيب (4/155)
[11]  البراك, الإمام أبو داود السجستاني وكتبه السنن (ص 25017)
[12]  الآجري, سؤالات الآجري لأبي داود
[13]  الخطيب البغدادي, تاريخ بغداد (9/75) و تهذيب التهذيب (172)
[14]  ابن حجر, تهذيب التهذيب (4/172)
[15]  معوض بن بلال العوفي, أبو داود السجستاني وأثره في علم الحديث (58)
[16]  تهذيب الأسماء (1/804)
[17]  أبو الحجاج المزي, تهذيب الكمال (11/355), مؤسسة الرسالة - بيروت
[18]  تهذيب الأسماء (1/804)
[19]  المصدر السابق (1/804)
[20] النووي, تهذيب الأسماء واللغات (1/804)
[21]  المدخل إلى سنن أبي داود.
[22]  تاج الدين بن علي بن عبد الكافي السبكي, طبقات الشافعية الكبرى (2/296)
[23]  المنتظم لابن الجوزي (5/98)
[24]  رسالة أبي داود إلى أهل مكة في وصف سننه (ص/63)
[25]  رسالة أبي داود إلى أهال مكة في وصف سننه (ص/81)
[26]  انظر: تاريخ بغداد (9/56), تهذيب الكمال (11/362-363)
[27]  تهذيب الأسماء (1/804)
[28]  تهذيب الأسماء (1/806)
[29]  المصدر السابق (1/807)
[30]  الذهبي, سير أعلام النبلاء (13/215),
[31]  الغزالي, المصتصفى (2/384)
[32]  معالم السنن (1/226)
[33]  تاريخ بغداد (11/364) / تهذيب الأسماء (1/806)
[34]  ينظر في هذه التقسيمات: المدخل إلى جامع الترمذي للدكتور الطاهر الأزهر خديري (ص/98-100), الإمام الترمذي والموازنة بين جامعه وبين الصحيحتين للدكتور نور الدين عتر (ص/275)
[35]  تغليق التعليق على السنن أبي داود (1/60)
[36]   أبو داود, رسالة أبي داود إلى أهل مكة وغيرهم في وصف سننه (ص/26)
[37]  النووي, روضة الطالبين وعمدة المفتين (11/95)
[38]  معالم السنن (1/13)
[39]  رسالة أبي داود إلى أهل مكة وغيرهم في وصف سننه (ص/64)
[40] السير (13/215)
[41]  والتوسعة لهذا البحث, ينظر: من فوائد درس الشيخ عبد المحسن العباد في سنن أبي داود (ص/146-152)
[42]  كتاب النكاح (2/120)
[43]  كتاب الترجل (4/418) رقم 3679 في المكتبة الشاملة
[44]  كتاب الأطعمة (4/145) رقم 3285 في المكتبة الشاملة
[45]  كتاب الزكاة (3/207) رقم 1418 في المكتبة الشاملة
[46] كتاب الملامح (4/487) / رقم 3753 في المكتبة الشاملة
[47]  كتاب الطب (4/196) / رقم 3364 في المكتبة الشاملة
[48]  كتاب البيوع (3/731) / رقم 2993 في المكتبة الشاملة
[49]  ج 2/67 ــ رقم 1105 في الشاملة
[50]  كتاب الخراج والفيء (3/348) / رقم 2546 في الشاملة
[51]  ج 5/144 -- رقم 4158 في الشاملة
[52]  ج 5/168 -- رقم 4193 في الشاملة
[53]  رقم 4289 في الشاملة

Tidak ada komentar:

Posting Komentar